کد مطلب:109873 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:139

خطبه 155-خطاب به مردم بصره











ومن كلام له علیه السلام

خاطب به أهل البصرة علی جهة اقتصاص الملاحم

فَمَنِ اسْتَطَاعَ عِنْدَ ذلِكَ أَنْ یَعْتَقِلَ نَفْسَهُ عَلَی اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ. فَلْیَفْعَلْ، فَإِنْ أَطَعْتُمُونی فَإِنِّی حَامِلُكُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ عَلَی سَبِیلِ الْجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ ذَا مَشَقَّةٍ شَدِیدَةٍ وَمَذَاقَةٍ مَرِیرَةٍ. وَأَمَّا فُلاَنَةُ، فَأَدْرَكَهَا رَأْیُ الْنِّسَاءِ، وَضِغْنٌ غَلاَ فِی صَدْرِهَا كَمِرْجَلِ الْقَیْنِ، وَلَوْ دُعِیَتْ لِتَنَالَ مِنْ غَیْرِی مَا أَتَتْ إِلَیَّ، لَمْ تَفْعَلْ، وَلَهَا بَعْدُ حُرْمَتُهَا الْأُولَی، وَالْحِسَابُ عَلَی اللهِ.

وصف الایمان

منه: سَبِیلٌ أَبْلَجُ الْمِنْهَاجِ، أَنْوَرُ السِّرَاجِ، فَبِالاِْیمَانِ یُسْتَدَلُّ عَلَی الصَّالِحَاتِ، وَبَالصَّالِحَاتِ یُسْتَدَلُّ عَلَی الْإِیمَانِ، وَبالْإِیمَانِ یُعْمَرُ الْعِلْمُ، وَبِالْعِلْمِ یُرْهَبُ الْمَوْتُ، وَبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْیَا، وَبِالدُّنْیَا تُحْرَزُ الْآخِرَةُ، وَ بِالْقِیَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ, ( وَ تُبَرَّزُ الْجَحِیمُ لِلْغَاوِینَ ) وَإِنَّ الْخَلْقَ لاَ مَقْصَرَ لَهُمْ عَنِ الْقِیَامَةِ، مُرْقِلِینَ فِی مِضْمارِهَا إِلَی الْغَایَةِ الْقُصْوَی.

حال أهل القبور فی القیامة

منه: قَدْ شَخَصُوا مِنْ مُسْتَقَرِّ الْأَجْدَاثِ، وَصَارُوا إِلی مَصَائِرِ الْغَایَاتِ، لِكُلِّ دَارٍ أَهْلُهَا، لاَ یَسْتَبْدِلُونَ بِهَا وَلاَ یُنْقَلُونَ عَنْهَا. وَإِنَّ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْیَ عَنِ المُنكَرِ، لَخُلُقَانَ مِنْ خُلُقِ اللهِ سُبْحَانَهُ، وَإِنَّهُمَا لاَ یُقَرِّبَانِ مِنْ أَجَلٍ، وَلاَ یَنْقُصَانِ مِنْ رِزْقٍ. وَعَلَیْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، فَإِنَّهُ الْحَبْلُ الْمَتِینُ، وَالنُّورُ الْمُبِینُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، وَالرِّیُّ النَّاقِعُ، وَالْعِصْمَةُ لِلْمُتَمَسِّكِ، وَالنَّجَاةُ لَلْمُتَعَلِّقِ، لاَ یَعْوَجُّ فَیُقَامَ، وَلاَ یَزِیغُ فَیُسْتَعْتَبَ، وَلاَ تُخْلِقُهُ كَثْرَةُ الرَّدِّ، وَوُلُوجُ السَّمْعِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ سَبَقَ. وقام إلیه رجل فقال: أخبرنا عن الفتنة، وهل سألت عنها رسول الله -صلی الله علیه وآله- عنها؟ فقال علیه السلام: لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ سُبْحَانَهُ، قَوْلَهُ: (الم * أحَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْركُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ یُفْتَنُونَ) عَلِمْتُ أَنَّ الْفِتْنَةَ لاَ تَنْزِلُ بِنَا وَرَسُولُ اللهِ -صَلَّی اللهُ عَلَیْهِ وَآلِهِ- بَیْنَ أَظْهُرِنَا. فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللهِ، مَا هذِهِ الْفِتْنَةُ الَّتی أَخْبَرَكَ اللهُ بِهَا؟ فَقَالَ: «یَا عَلِیُّ، إِنَّ أُمَّتِی سَیُفْتَنُونَ مِنْ بَعْدِی». فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللهِ، أَوَلَیْسَ قَدْ قُلْتَ لِی یَوْمَ أُحُدٍ حَیْثُ اسْتُشْهِدَ مَنِ اسْتُشْهِدَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ، وَحِیزَتْ عَنِّی الشَّهَادَةُ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلَیَّ، فَقُلْتَ لِی: «أَبْشِرْ، فَإِنَّ الشَّهَادَةَ مِنْ وَرَائِكَ»؟. فَقَالَ لی: «إِنَّ ذلِكَ لَكَذلِكَ، فَكَیْفَ صَبْرُكَ إِذَنْ»؟. فَقُلْتُ: یَا رَسُولَ اللهِ، لَیسَ هذَا مِنْ مَوَاطِنِ الصَّبْرِ، وَلكِنْ مِنْ مَوَاطِنِ الْبُشْرَی وَالشُّكُرِ. وَقَالَ: «یَا عَلِیُّ، إِنَّ الْقَوْمَ سَیُفْتَنُونَ بِأَمْوَالِهمْ، وَیَمُنُّونَ بِدِینِهِم عَلَی رَبِّهِمْ، وَیَتَمَنَّوْنَ رَحْمَتَهُ، وَیَأْمَنُونَ سَطْوَتَهُ، وَیَسْتَحِلُّونَ حَرَامَهُ بِالشُّبُهَاتِ الْكَاذِبَةِ، وَ الْأَهْوَاءِ السَّاهِیَةِ، فَیَسْتَحِلُّونَ الْخَمْرَ بِالنَّبِیذِ، وَالسُّحْتَ بِالْهَدِیَّةِ، وَالرِّبَا بِالْبَیْعِ». قُلْتُ: یَا رَسُولَ اللهِ، فَبِأَیِّ الْمَنَازِلِ أُنْزِلُهُمْ عِنْدَ ذلِكَ؟ أَبِمَنْزِلَةِ رِدَّةِ، أَمْ بِمَنْزِلَةِ فِتْنَةٍ؟ فَقَالَ: «بِمَنْزِلَةِ فِتْنَةٍ».